(اتخذت) نحويا: وأما اتخذت فإنه في التعدي على ضربين : أحدهما : أن يتعدى إلى مفعول واحد .
والثاني : أن يتعدى مفعول واحد .إلى مفعولين .
فأما تعديه إلى مفعول واحد فنحو قوله
ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ) ، (و اتخذوا من دون الله آلهة)، (ولو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه) .
وأما إذا تعدى إلى مفعولين فإن الثاني منهما الأول في المعنى قال
اتخذوا أيمانهم جنة) ،(وقال لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) .
وأما قوله تعالى : (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)، فإن من أجاز زيادة من في الإيجاب جاز على قوله أن يكون قد تعدى إلى مفعولين ومن لم يجز ذلك كان عنده متعدياً إلى
(اتخذ) صرفيا: (اتخذ) مما أبدل فيه الواو تاء على اللغة الفصحى، لأن فيه لغة أنه يقال: وخذ بالواو، فجاء هذا على الأصل في البدل، وإن كان مبنياً على اللغة القليلة، وهذا أحسن، وقد خرج الفارسي مسألة اتخذ على أن التاء الأولى أصلية، إذ قلت: قالت العرب تخذ بكسر الخاء، بمعنى: أخذ، قال: تعالى: {لتخذت عليه أجراً}(الكهف: 77)، في قراءة من قرأ كذلك، وأنشد الفارسي، رحمه الله :
وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها ... نسيفًا كأُفْحُوصِ القطاةِ الْمُطَرِّق
ونازع الزجاجي في وجود مادة تَخِذَ، وزعم أن أصله اتخذ، وحذف، وصحح ما ذهب إليه الفارسي بما حكاه أبو زيد من قولهم: تَخِذَ يتخذ تَخَذًا، وذهب بعض المتأخرين إلى أن اتّخذ مما أبدلت فاؤه تاء على اللغة الفصحى؛ لأن فيه لغة وهي وخذ بالواو، وهذه اللغة وإن كانت قليلة إلا أن بناءه عليها أحسن؛ لأنهم نصوا على أن اتّمن لغة رديئة.